الماء هو عصب الحياة على كوكب الأرض، ويشكل العنصر الأساسي لبقاء الكائنات الحية وازدهار الحضارات. من دونه، تتوقف دورات الطبيعة وتختفي مظاهر الحياة. فما هي أهمية الماء وكيفية المحافظة عليه؟
يستكشف موضوعنا اليوم أهمية الماء في حياتنا، بدايةً من تكوينه وانعكاس ذلك على جودته، وصولاً إلى الإجراءات التي يجب علينا اتخاذها للمحافظة على هذا المورد الحيوي. يسلط المقال الضوء على دور الماء في استمرارية الحياة وتأثيره على الجسم والبيئة.
ما أهمية الماء في حياتنا؟
أذكركم بقول الله تعالى عن أهمية الماء في الحياة: “وجعلنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون” سورة الأنبياء الآية 30.
إن الماء سرّ وسبب رئيسي لاستمرارية الحياة لجميع الكائنات الحية، فهو يشكل جزءاً كبيراً من تركيب الجسم، ويساهم في العديد من العمليات الحيوية مثل الهضم والتمثيل الغذائي ونقل العناصر الغذائية.
يساعد الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال التبخر والتعرق، مما يسهم في الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للعمليات الحيوية، كما يلعب دوراً أساسياً في توازن السوائل في الجسم.
ويلعب الماء دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم النظم البيئية المختلفة، بما في ذلك المساهمة في دورة المياه ومحافظتها على التنوع البيولوجي، ويعتبر الماء أحد عوامل الإنتاج الأساسية في الزراعة، والصناعات والإنتاج، مثل صناعة المعادن والورق والمنتجات الكيميائية، كما يعتبر الماء أيضاًوسيلة نقل هامة تجارياً، حيث تجري العديد من عمليات النقل البحري عبر البحار والمحيطات.
مكونات الماء
كما هو معلوم للجميع نوعاً ما يتألّف جزيء الماء من ذرّة أوكسجين مركزية ترتبط بها ذرّتا هيدروجين على طرفيها برابطة تساهميّة بحيث تكون صيغته الكيميائية. H2O
عند الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة يكون الماء سائلاً؛ أمّا الحالة الصلبة فتتشكّل عند نقطة التجمّد، وتدعى بالجليد؛ أمّا الحالة الغازية فتتشكّل عند نقطة الغليان، وتسمّى بخار الماء.
هل يمكن أن نشرب أي ماء؟
هناك مجموعة من المعايير المُستخدمة لتحديد صلاحية ماء الشرب فيما يأتي أبرزها:
• اللون
يعتبر عنصر اللون مؤشراً أساسياً في وجود ملوثات بالماء، مثل المواد العضوية وغير العضوية والمتمثلة في المعادن كالألمنيوم والنحاس والحديد والمنغنيز، وملوثات أخرى كالمواد الصلبة الذائبة، والمواد الرغوية، أما الدرجة المسموح بها في لون المياه قد تتراوح بين 5-30 وحدة لون فقط، وفي بعض الحالات لن يكن لون المياه مقبولاً على الرغم من تغير لونه 10 وحدات لون.
• درجة الحموضة
وتعرف بقيمة الرقم الهيدروجيني، والذي يشير ارتفاعه إلى عدم صلاحية هذا الماء، حيث يتسبب ارتفاع درجة حموضة الماء في زيادة مرارة طعم الماء، وامتلاء أنابيب ومواسير المياه بالرواسب، أما انخفاضها فقد يتسبب في تآكل المعادن وإذابتها.
• العكورة
وهي مقياس نسبة نقاء الماء، يتم قياسها من خلال تسليط أشعة الضوء داخل عينة من الماء، لقياس كمية الأشعة المتشتتة، نظراً لوجود مواد تؤدي إلى هذا التعكير، كالطين والمواد العضوية وغير العضوية والطمي والبكتريا والكثير من الكائنات الدقيقة.
أهمية الماء وكيفية الحفاظ عليه
للحفاظ على مصادر المياه العذبة وضمان توفرها للأجيال الحالية والمستقبلية، يمكن أن نتّبع بعض الطرق التي تساعدنا في الحفاظ على الماء منها:
- الاستخدام المرشّد للمياه في الأنشطة اليومية مثل الاستحمام وغسل الأواني وعدم الهدر.
- استخدام نظم الري بشكل فعّال في الحدائق والمناطق الخضراء مثل الري بالتنقيط.
- إدارة مصادر المياه المحلية والمخزونات المائية بشكل سليم يساهم في الحفاظ على مصادر المياه العذبة.
- زيادة الوعي بين الأفراد والمجتمع من خلال حملات توعية حول أهمية حفظ المياه وكيفية استخدام المياه بشكل مسؤول.
- يمكن إعادة تدوير المياه المستخدمة في الأنشطة المنزلية في بعض الحالات لأغراض أخرى مثل الري.
أهمية المياه العذبة في العالم وأساليب الحفاظ عليها
المياه العذبة تعتبر من أثمن الموارد الطبيعية في عالمنا، حيث تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الحياة على الأرض، من خلال دعم الأنظمة البيئية، توفير الماء للشرب، الزراعة، والصناعة. بالرغم من أهميتها البالغة، فإن المياه العذبة تواجه تحديات جمة تهدد توافرها، مثل التلوث والاستهلاك المفرط. للحفاظ على هذا المورد الحيوي، من الضروري تبني أساليب مستدامة مثل إعادة استخدام المياه، تطبيق تقنيات الري الفعالة التي تقلل من الهدر، وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية ترشيد استهلاك الماء. كما أن حماية النظم البيئية التي توفر المياه العذبة، مثل الأنهار والبحيرات والمستنقعات، تعد خطوة أساسية لضمان استدامة هذا المورد للأجيال القادمة.
إن الحفاظ على الماء يتطلب تعاون الجميع، وإدراك أن المياه هي مورد ثمين يجب الحفاظ عليه واستدامته للأجيال الحالية والمستقبلية.
أ. سامر العلوش – مدرس مادة العلوم في مبادرة مسارات